ثالثا:-طبقة الألوان : -
الألوان فى الفن المصرى القديم : -
مما لا شك فيه اللون احتل مكانا بارزا فى فنون عدة منها فن العمارة حيث يعتبر اللون عنصراً هاماً فى الاحياء الاسطح ولابراز المعنى المقصود عما يجاورة ولتحديد وظيفتة وكان الطقس يتحكم فى اختيار اللون ففى البلاد ذات الطقس المعتدلب تستخدم الالوان لطلاء الوجهات الخارجية اذا يستخدم اللون لتجسيد البرو ولتصحيح قواعد المنظور باحداث الابعاد ومن الواضح ان الفنان المصرى احسن استخدام الالوان منذ قديم الزمن فاللون عندة غالباً من العناصر التشكلية وهكذا باستخدام الجيد لة حقق قيما جمالية ممتازة وقد اعتقد البعض ان الالوان التى استخدمهاالمصرى القديم من الاسرار ولكن العلم الحديث اكد ان تلك الالوان ما هى الا اكاسيد استخرجت من خاماتها الطبيعية 0وقد استخدم اللون باسلوب خاص فى اجزاء معينة من الجسم البشرى فاللون البنى المائل إلى الحمرة كان يستخدم لرسم بشرة الرجل واللون الاصفر الشاحب يستخدم فى التعبيرعن بشرة اهل النوبة كما كان لكل الة لونة المميز
اللون عنصر هام من عناصر الحياة كما هو عنصرها من العمل الفني و المواد الملونة التي استخدمها الفنان المصري القديم كانت بسيطة فكلها من معطيات البيئة سواء كانت ترابها أو معادنها يسحنها سحناً ناعماً جداً أو تمزج بالماء مع إضافة مادة غروية حتي تكسب خاصية الالتصاق بالسطح
ويرجح كثير من الدارسين أن المواد الملونة التي كانت يستخرها الإنسان القديم من الزهور البرية وجذوع النباتات ومن ثمار الأشجار ومن بعض الحشرات كانت تستخدم في علميات التلوين
وفي العصور التاريخية المبكرة أضاف الفنانون ماد رثوه من أسلافهم من مركبات معدنية كثيرة منها معدن الرهج الأصفر والزنجفر والملاكيت والأزوريت ورهج الفاز (Realger) والواقع أن الفنانين القدماء لم يكتفوا بما كانوا يحصلون عليه من مواد ملونة طبيعية بل انهم استخدموا عدداً من المواد الملونة الصناعية ولعل من أشهرها ( الأزرق المصري
ولكل لون من الألوان المصرية القديمة العديد من الصفات التي عبر عنها واختص بها رمز من خلالها إلي العديد من الأمور والمعاني الدقيقة وتعتمد هذه الصفات علي :-
كنة اللون Hue وهي الصفة التي تميز لون آخر
قيمة ودرجة اللون Value
شدة اللون Intensity
خواص الألوان :-
قامت Tabasso بتقسيم خواص الألوان إلي : -
أ- قوة التغطية Deep Placing
وهي المنطقة المغطأة بقدر معين من اللون ( اللون - الوسيط )
ب- حجم الحبيبات :-
ويؤثر حجم الحبيبات في شدة اللون فكلما قل حجم الحبيبات زادت قوة تغطية اللون والعكس صحيح ويعبر عن حجم الحبيبات بالميكرون ( 0.001 من المليمتر )
ج- معامل الإنكسار Refractive
وهو قوة إنكسار الضوء بفعل حبيبات اللون عندما يمر خلالها ولذلك نجد أن درجاص عمق اللون تتناسب طردياً مع معامل انكسار
د- الكثافة Density
وتقاس الكثافة بالجرام /سم3 والألوان المتكونة من المواد غير العضوية أثقل من الألوان المتكونة من المواد العضوية
وقبل الحديث عن الألوان شائعة الاستخدام في الصور والنقوش يجب التفريق بين هذا الألوان والأصباغ والأحبار
فالمواد الملونة غير العضوية pigment وهي في الغالب من المواد المعدنية غير العضوية وهي غير قابلة للذوبان في وسيط اللون ولكنها يمكن ان تبقي معلقة بحيث يمكن التلك عن بالمستحلب الناتج دون أن تترسب المادة الملونة واللون لآني مادة يحدث نتيجة امتصاص أشعة إلكترومغناطيسية معينة من الضوء الموني بواسطة هذه المادة وتعكس بعضها وهذه الأشعة المنعكسة لعين المشاهد هي لون المادة
بينما الصبغ والأحبار تنتمي لفصيلة أخري لم تستخدم بصفة عامة في الرسومات والنقوش الجدارية حيث انها تعتبر مواد قابلة للذوبان في الماء وبعض المذيبات الأخري ومن الناحية الفيزيائية يمكن التفريق بين الألوان pigments والصباغ dyes من حيث حجم الحبيبات فحجم حبيبات الألوان 0.1 ميكرون تقريباً بينما حجم حبيبات الاصباغ أقل من 0.01 ميكرون
والمواد الملونة بصفة عامة طبقاً لأستخدمها ولونها ودرجة ثباتها كالاتي:
ألوان (غير عضوية ، معدنية) ومنها الأكاسيد الأرضية - الأكاسيد المحروقة صناعيا والوان معدنية محضرة صناعياً
الوان عضوية وهي ألوان من مصدر نباتي أو حيواني و ألوان عضوية محضرة صناعياً
ألوان تحتوي علي مواد عضوية ومواد غير عضوية والمجموعة الأولي هي أكثرهم ثباتاً
أهم المواد الملونة المستخدمة قديماً :-
المواد الملونة الصفراء :
اللون الأصفر هو اللون المعبر عن الذهب عند الفنان المصري القديم ويعتبر أنه كان يمثل الطبيعة البشرية وكان أيضا يخفف ويستخدم في أرضيات اللوحات والصور الجدارية وفي تلوين أجسام النساء
وقد وجدت كمية منه بحالتها الطبيعية في كيس من الكتان في مقبرة توت عنخ أمون والتي اتضح منها ان الفنان المصري القديم بوفرة في مصر وأن المادة الملونة منها تسمي أكسيد الحديديك المائي والثاني الرهج الأصفر وهو كبريتوز طبيعي للزرنيخ وقد استخدم المعدن الطبيعي منه
واستخدم الفنان القديم الكثير من الخامات الطبيعية لاستخلاص اللون الأصفر مثل معادن الأوربخنت (AS2- S3 ) أو كربتيد الزرنيخ ( الجاروسيت ) Jarocite ( 2Ho6 ( So4) Nafe3) إلي الفرة الصفراء أو أكسيد الحديدك المائي المعادن الليمونيت (FeoHnH2o) والجونيت Hfeo3
1- الأوربمينت Orpiment
كبرريتيد الزرنيخ As2s3
عرف الأوربمنت منذ مصر القدمية حيث وجدتي تل العمارنة في الأسرة الـ 17 وقد ذكر لوكاس أن المعدن لا يوجد في مصر وغنما استورد من فارس
يتوجد في صور نقية علي هيئة بللورات مسطحة شفافة صفراء اللون وعلي هيئة ترابية في صورتها الغير نقية ويعتبر الاروبمنت الطبيعي غير سامم بينما المحضر منه صناعياً سام ويستوجب الحذر عند التعامل معه
وكان كبريتيد الزرنيخ يحضر بالطريقة التقليدية للمواد الملونة الطبيعية حيث كان سصحن ثم يغسل وينص وأخيراً يخفف كما كان يتم الحصول عليه صناعياً وباسطة الترسيب او التسامي
وهذا اللون يعتبر من الألوان الثابتة في الضوء حيث لا يتاثر بالمواد القاعدية وقد قام د/ صالح علي عينان نم هذا اللون أخذت وتم الكشف عنها في أحد المقابر لأشراف بالأقصر وجد أن مادة هذا اللون هي ثالث كبريتيد الزرنيخ
2- المغرة الصفراء :-
تعتبر المغرة الصفراء من أشهر الألوان الغتية الصخرية pigment Rpckart الشائعة الاستخدام للحصول علي اللو الأصفر وتركب اساساً من معدن الجوثيت - Feo(oH) أكسيد الحديد المائي بالإضافة إلي السليكا ومعادن الطفلة وقد يوجد في شكل معدن الليمونيت مخلوطاً بنسبة م الكالسيت ( كوارتز وطين
وقد استعملت المغرة الصفراء في عهود ما قبل الأسرات ووجد سبريل مغرة صفراء من عهود الأسرات الرابعة والثانية عشر والثامنة عشر
ولا يتأثر المغرة الصفراء الأماض اوالقلويات المنخفضة وعكسها ولكنها تتحول إلي اللون الأحمر عند رفع درجة الحرارة حوالي 275 م فأكثر
وتحولها للون الأحمر ناتج عند فقد أكاسيد الحديد المائية بها لماء التبلور بفعل الحرارة وتحوله إلي أكسيد حديد لا مائي
3- الجاروسيت :
اكتشف هذا اللون لأول مرة عام (1978م) بواسطة Noil في زخارف بعض أواني الفخار ترجع للأسرة السادسة عشر من منطقة الطارف بالأقصر وقد تعرف Joksh علي هذا اللون في الرسوم الجدارية المصرية في مقبرة مريروكا لستارة وترجع إلي الأسرة الـ 6 كذلك استخدام في مقبرة أخت حوتب بسقارة من الأسرة الخامسة وقد استخدمه المصريون في حالات استثنائية وعن طريق الصدفة نتيجة لعدم تميزه عن معدن الجوثيت بسبب الشبه الكبير في درجة اللون بينهما
(2) الألوان الحمراء Red Pigments
اللون الأحمر من الألوان الهامة والرئيسية في تصادير المقابر في مصر القديمة وكان له دور كبير عند الفنان فقد كان اللون الملكي الدال علي النصر وكان يلون به أجسام الرجال واحياناً يضاف إلي اللون اصفر لتلوين أجسام السيدات
وقد أستعمل في الكتابات المدونة علي الحائط وعلي أوراق البريد والتي تتضمن معاني شريرة عن النار وقد دونت به بيانات الفصول وأوائل الفقرات ، كذلك كان يستخدم للتعبير عن النار وكذلك قوي الشر التي تهدد النظام القائم في العالم السفلي كما كان معبراً عن فكرة الحياة بسبب كونة لوناً للدماء التي هي مصدر للحياة
وقد استخدم الفنان القديم مادتين أساسيتين في الحصول علي اللون الأحمر وهي المغرة الحمراء أو Red ocher وهي معدن الهيمانيت (أكسيد الحديديك) Fe2O3 أو السلاقون Red Lead أو أكسيد الرصاص Pb3O2 وكذلك الغير ميليون (خام السنبار)()
(أ) المغرة الحمراء Red ocher
كانت المغرة الحمراء مادة اللون الأحمر الأساسية في مصر القديمة وهذه المادة توجد بوفرة في مصر ووجدت في عينات ترجع للاسرات الرابعة والخامسة
والمغرات مركبات ترابية طبيعية غير عضوية تتكون اساساً من معلون الطفلة minerals Clay ويكتسب الوانها بفعل اكسيد الحديد التي توجد عادة ضمن مكوناتها الكيميائية وتختلف الوان المغرة نتيجة لأختلاف الحالة الطبيعية التي تتواجد عليها أكسيد الحديد وما إذا كانت من النوع المائي Hydrous أو النوع اللامائي ِAnhydrous
وتكتسب المغرة اللون الأحمر المائل إلي البني في حالة وجود أكسد الحديد بها في صورة معدن الليمونيت النقي ومن ثم فإن ألوانها لا تتاثر بالأحماض والقلويات المنخفضة وتوجد المغرة الحمراء في مصر موقعين أحدهما بالقرب من أسوان وقد استعمل قديماً والأخر في الواحات البحرية بالصحراء الغربية
والمغرة الحمراء لا تتاثر بالضوء أو المواد القلوية ولكنها تذوب في الأحماض المركزة الساخنة وفي درجات الحرارة العالية حيث يتحول لونها الناتج إلي لون أكثر دكانة وتظهر حبيبات هذا اللون تحت الميكرسكوب بصورة غير متجانسة في الحجم والتركيب
وقد ذكر Kot أن الفنانين في العصور الوسطي كانوا يحصلون علي اللون الأحمر بتسخين المغرة الصفراء في درجات حرارة عالي ة
Feo(oH) -------------à feo + o2 ------------à fe2o3