رابعا :- الوسائط ( اللواصق )
كثر الجدل حول طبيعة الوسيط المستخدم مع مواد التلوين في مصر القديمة ولما كانت الألوان التي استخدمها المصريون والتي سبق وصفها انقا من مواد معروفة حتي المعروفة تبقي لنا معرفة حالة هذا الألوان عند استخدامها في التصوير وقد اتضح خلال الدراسة أن معظم الوسيطات المصرية القديمة من النوع المسمي ( التمبرا ) فيستتبع ) ذلك أن مادة ما لاصقة كانت تستخدم في ذلك بنفس الكيفية التي يستخدم بها الغراء والصمغ في الوقت الحاضر إذ علي الرغم من أن بعض مواد الألوان كالسناج والفرتين الحمراء والصفراء تلتق إلي حد ما بالجبس والحجر إذا وعت بعد خلطها بالماء جافة إلا أن درجة التصاقها تزيد إذا أضيفت إليها وسيط عضوي أما مواد التلوين القديمة الأخري مثل الأزوريت والملاكيت فإنها لا تلتصق بدون وسيط عضوي ويبدو أن معظم المواد التي يرجع أنها استعملت فعلاص لهذا الغرض مقصورة علي الغراء والصمغ والزلال بياض البيض
1- زلال البيض :
يتركب زلال البيض من البياض والصفار حيث أن الصفار أقوي وأكفأ من البياض في قوة اللصق لذا يفضل دائما استعمال الصفار فقط في تصوير التمبرا وقد اتضح ان زلال البيض يتركب من المواد الكيميائية الآتية
المكونات صفار البيض بياض البيض
الماء مواد دهنية الزلال يثيين مواد معدنية مواد أخري 51.3% 22% 15% 9% 1% 1.7% 84.8% 0.2 % 12% - 0.7% 2.3%
المجموع 100.00% 100.00%
ويعبر عن بياض البيض باسم (Galir ) Egg White بينما يشير الألبومين إلي صنف من البروتين الذي يوجد في البيض وهو سريع الذوبان في الماء وينتمي إلي النوعية المعروفة بالبروتينيات الكرية
ويتضح من التركيب الكيميائي السابق أن المادة الرابطة لبياض البيض هي المادة الزلالية فقط ومن ثم فإنه الغشاء اللوني المستخدم فيه بياض البيض كوسيط يكون شفاف وهشا إلي حد ما إلا انه عندما يجفف بياض البيض يصبح غير قابل للذوبان في الماء
كذلك نلاحظ أن بياض البيض عن نسبة كبيرة من الماء حوالي 87% وحوالي 12% بروتين او زلال ومادة الزلال يعتبر المادة الرابطة اوا للاصقة في بياض البيض هي تحتوي علي الكربون والهيدروجين والنيتروجين والأكسجين وحوالي 1.6% كبريت
أما صفار البيض فأنه يتالف من مستحلب زيتي ينتشر فيه حبيبات المواد الدهنية في محلول غروي للزلال ويؤدي الليثين وطبقة عامل الاستحلاب وتتكون المواد الدهنية وخاصة الزيتية المعلقة في المستحلب من جلسريدات حمض الأوليك المشبع حمض اللبالمتيك والاستياريك ومن خصائص هذه الزيوت غير الجفوفة أنه بمرور الوقت تجف وتزداد درجة جفافها وبذلك فإنها بمرور الوقت تصبح المادة الزلالية ثابته غير قابلة للذوبان في الماء
ولذلك نجد أن صفار البيض يحتوي علي 51% ماء وحوالي 15% زلال أو بروتين ومنه 17% : 38% مادة اليبدس وهي عبارة عن مادة غير جفوفة لكنها تجف بمرور الوقت
ويرجع السبب في أفضلية صفار البيض عن بياضه كوسيط للألوان علي أحتوائه علي نسبة مرتفعة من الزيوت والدهون بينما يكاد يخلو منها بياض البيض ومن ثم فإنه في حالة استخدام صفار البيض كوسيط فإن الماء يتبخر أولاً يتجمد الزلال مكونا شبكة زلالية بينما تبقي الدهون والزيوت معلقة في وسطها وتجف بيطء بمرور الوقت كذلك فإن حبيبات المواد الملونة تلتصق ببعضها وكذلك بأرضية التصوير بواسطة كل من الشبكة الزلالية والزيوت التي جفت بينما تتألف المادة الرابطة في بياض البيض في الشبكة الزلالية فقط
ويتشكل لوكاس من استخدام المصري القديم لمادة زلال البيض كوسيط للألوان المستخدمة في التصوير الجداري حيث ان هناك صعوبات جمه في سبيل التحقق من وجود زلال البيض في عينات صغيرة جداً من مادة تعرضت لجميع عوامل التجوية لمئات بل ألوف من السنين ولا سيما لا يوجد اختيار مميز للزلال ويضاف إلي ذلك أن الزلال علي فرض وجوده أصلاً فإنه ربما يكون قد تغير تغيراً كيميائياً كبيراً
2- وسيط الصمغ العربي :-
يحصل علي الصمغ من أنواع شجر الصمغ ومن المحتمل أم معظم الصمغ العربي القديم كان مصدره محلياً ويذكر ( بليني ) أن وجود أنواع الصمغ كان يحصل عليه من مصر وربما المقصود بهذه العبارة علي أية حال أن كان يحصل عليه من الصومال والسودان عن طريق مصر حيث أن معظم هذه المواد التجارية منشأها السودان وبلاد الصومال حيث تحتل هذه الأشجار ( السنط ) مكاناً واسعاً في تلك الرسالة
أما صمغ ( المر ) والذي ورد ذكره في النصوص المصرية القديمة فلم يكن حمضاً راتنجياً ذكي الرائحة يستعمل بخوراً وربما كان صمغ البلاد ( الصومال وصمغ بلاد بنُت
والصمغ من أشهر الوسائط التي استخدمها المصري القديم وقد توفر لديه معظم الاشجار الطبيعية المختلفة التي ينتج منها الصمغ ومن أشهر أنواع الأشجار التي أستخرج منها الصمغ شجر السنط Acacia والتي عرفت في مصر القديمة باسم شندت وقد عثر علي صمغ من هذا النوع كان يستعمل كمادة لاصقة للدهان في الأسرة الثامنة عشر وقد استخدم ايضاً في تصوير الملك اخناتون والاميرات الصغيرات كذلك استعمل في تصوير أجزاء من الأرضية الملونة التي كانت تكسو ارضية إحدي حجرات الاستقبال بقصر اخناتون قبل العمارنة والاصماغ عبارة عن مواد كربونية ذات وزن جزئي عالي من أصل نباتي وليس لها تركيب بللوري وتفرز من بعض أنواع الشجار حيث يتركب بصفة أساسية من الكربون والهيدروجين والاكسجين C6H10 O5 ) n) وتكون في صورة محاليل لزجة هلامية وغروية
وتنقسم الاصماغ إيل نوعين الأول منها قابل للذوبان في الماء - Soluble gums water والثاني أصماغ تتشتت وهي ذات وزن جزئي عالي وتتكون من االأصماغ بصفة عامة من السكريات والاحماض المشتقة منها
وللاصماغ عدة خصائص منها :-
لها خاصية حيجر وسكوبية فيمكنها أمتصاص بخار الماء الجوي
لا يحتوي علي النيتروجين
لاتذوب في الكحولات ولا التربتسين
لا تنصهر بالتسخين ولكنها تنفحم بالتسخين والاحراق دون اعطاء رائحة النيتروجين