[center]- يمثل استخدام البرونز واستخدمه فى العالم القديم مرحلة معينة من مراحل تاريخ البشرية فى العالم وذلك لما يتميز به من صفات تجعله أكثر نفعاً من النحاس فى الصناعة وفى الحياة اليومية – وقد سمى العصر الذى أستخدم فيه بالعصر البرونزى.(1)
وتدل الآثار المكتشفة فى مصر على أن سكان وادى النيل كانوا يستعملون منذ أقدم العصور معادن مختلفة الأنواع توفرت خاماتها فى مصر واستخلصت بعضها والبعض الأخر قد جلب من بعض البلاد الأجنبية التى تربطها علاقة بمصر. ومن ضمن هذه المعادن النحاس والقصدير ويضاف إلى ذلك استعمال بعض السبائك المعدنية ومنها سبيكة البرونز وفى الواقع هو يتكون من النحاس والقصدير.(2)
وقصة البرونز لا تزال غامضة فى بدايتها ولكن هناك حقيقة ثابتة وهى أنه لم يكتشف فى مصر أولا وذلك لأنه فضلاً عن عدم معرفة خامات القصدير فى مصر قديماً فإنه كان مستعملا فى أسيا قبل أن يعرف فى مصر بزمن طويل فقد عرف استخدامه فى " أور" منذ 3500 ق. م. ولا بد أن يكون المصريون قد عرفوه عن طريق أسيا.(3)
- ولم يتحدد على وجه التحقيق متى بدأ استعماله فى مصر وأن كان من المرجح أن استعماله بدأ فى مصر فى عصر الدولة الوسطى وشاع فى الدولة الحديثة حتى أصبح عاماً فى صب التماثيل الصغيرة فيما بعد.(4)
- ولا يزال عصر الانتقال من استعمال النحاس إلى استعمال البرونز مجهولاً حتى الآن والواقع أن البرونز لم ينتشر استعماله فى مصر إلا منذ الأسرة الثانية عشر. عير أنه تةجد قطع يرجع تاريخها إلى عهد الدولة القديمة مصنوعة من البرونز فقد عثر على قطعة من عهد الملك " سنفرو " منذ بداية الأسرة الرابعة وكذلك عثر السير " روبرت مونر " على " موس يقال أنها من عهد الأسرة الرابعة وقد وجد أن كمية القصدير فيها نحو 8.5 % ولكن منذ عهد الدولة الوسطى وجدت قطع من البرونز ذات تاريخ ثابت ولقد أورد " لوكس " عدد من القطع البرونزية تبدأ تاريخياً من عصر الملك "سنفرو" أوائل الأسرة الرابعة أى حوالى 2723 ق.م.(5)
- وفى الحقيقة فإنه لم يعرف البرونز فى مصر بصورة مؤكدة إلا منذ الدولة الوسطى ولقد خلط كثير من الباحثين بين النحاس والبرونز عند وصف بعض الأشياء القديمة اكتفاءً بالمظهر دون التحليل الكيميائى . ومن الأمثلة القليلة لمصنوعات البرونز ترجع إلى الدولة القديمة ما يلى:-
قضيب صغير طوله أقل من 4 سم عثر عليه فى منطقة أهرامات "ميدوم" ويتركب كيميائياً من 89.8 % نحاس و 9.11 %قصدير 0.52 زرنيخ وترجع للأسرة الرابعة.
وكذلك شفرة دقيقة ترجع أيضا للأسرة الرابعة وتتركب كيميائياً من 88.5 % نحاس، و 8.5 % قصدير، 0.3 % رصاص ، 1.8 % حديد.
- ثلاث لوحات وأناء تنسب للأسرة السادسة.
- وقد نشأت صناعة مبكرة للبرونز فى غرب أسيا ربما كانت هى المصدر لتلك الأمثلة من البرونز المستورد علماً بأن الصلات التجارية مع ميناء " جبيل " شمالى بيروت قديمة جداً.(1)
وخلال الدولة الوسطى بدأ استخدام البرونز فى إنتاج بعض الأدوات الصناعية وفى تشكيل بعض التماثيل الصغيرة ولكن هذه الاستخدامات لم تصل لدرجة الشيوع لذلك فقد كان القليل من مشغولات البرونز مصرى خلال التبادل التجارى.(2)
وحينما طرق الهكسوس الوافدون من شمال " الهلال الخصيب " أبواب مصر الشرقية كانوا مزودين بعدد قتال كاملة من البرونز وكانت معهم مركبات حربية خفيفة ذات عجلتين تجرها الجياد بينما كانت القوات المصرية فى سلاح من النحاس وكانت غالبية القوات من المشاة وهكذا تغلبت تكنولوجيا ذلك العصر وغزا الهكسوس مصر بدعمها وكان على مصر خلال عصر اللامركزية الثانية التى تخللتها احتلال هكسوسى لشمال البلاد ان تلحق بركب التكنولوجيا وهذا ما حدث فعلا فى حرب التحرير التى قادها "أحمس الأول" حينما استخدم المصرين العربة الخفيفة التى تجرها الخيول. وكانت عدة الحرب المصرية من البرنز. فطرد الهكسوس وآمنت حدود مصر الشمالية والجنوبية وبدأت الدولة الحديثة بالأسرة 18.
- والدولة الحديثة كانت فيها السيادة لسبيكة البرنز على بقية الفلزات أو السبائك ولا يعنى هذا زوال النحاس وإنما يعنى وجود النحاس ووجود البرنز فى نفس الوقت ولكنه التطور التكنولوجى الذى أوجد سبيكة البرنز المتفوقة فى صفاتها، وبرى "وايزيت"أن مصر أمكنها أن تصهر خليط من فلزى النحاس والتصدير بأقدار محسوبة لانتاج البرنز فى فترة زمنية تقع ما بين عامى (1580، 1450) قبل الميلاد(1)
- ولقد ورثت الأجيال التالية بعد ذلك تقاليد هذه الصناعة القديمة وحافظت على هذا الإرث الثمين ونشأت مراكز جديدة الى جانب مراكزها القديمة وخاصة فى العصر البطلمى حيث عثر على الكثير من النماذج والأدوات البرونزية ترجع الى القرن الثالث قبل الميلاد وقد وجدت فى قليوب نماذج برونزية لأدوات الزينة التى كانت تصنع من الذهب أو الفضة وفقاً لرغبات المشترين وهى ترجع الى القرن الثانى قبل الميلاد(2)
- ولقد استمرت صناعة البرنز يتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل وتطورت هذه الصناعة طبقاً لسنة الحياة فى التطور، وحتى وصلت فى العصر الاسلامى الى درجة عليا من الدقة والجمال والاستمرارية التطور كانت متمثلة فى بادئ الأمر فى دجلة والفرات والتى تعتبر تاريخاً موطن اكتشاف البرنز وانتقلت فنون هذه الصناعة الى الأقطار الاسلامية الأخرى حتى وصلت حدا من الجمال الاتقان عاليا خلال العصر الفاطمى ثم العصر المملوكى الذى يعتبر بحق متحفاً للآثار البرونزية فقد صنعت من البرنز أدوات متعددة منها الأدوات النزلية وأدوات الزينة وانتشر بكثرة فى التكفيت بالذهب أو الفضة أو هما معاً. وكذلك صنعت الأبواب البرونزية الكفتة والخوذات وأدوات أخرى كثيرة ومتعددة(3)
- ومن المعتقدات أن يكون أول اكتشاف للبرنز قد جاء عن طريق الصدفة أو الخطأ تخلط خام النحاس Ca ، مع خام القصدير Sn ثم الوصول الى الإدراك بأن إضافة خام معين الى خام نحاس ينتج نحاساً من نوع متميز وبذلك تم إدراك ضرورة استخدام مخلوط من الخامين ،ومن المحتمل الى أن استمرت طريقة خلط الخامين بعضها ببعض لانتاج سبيكة البرنز ومن المحتمل أنه كان يجهز خام النحاس والقصدير ويخلطانه ويصحنا مرة أجرى ويوصنعان فى بوتقة ثم فى بوائق الصهر ولم تكن درجة الحرارة المطلوبة لصهر هذا الخليط بعيدة عن منال الصانع القديم حيث إنها أقل من درجة انصهار النحاس فى صناعة الأدوات النحاسية والتى عرفها منذ قديم الزمان لذلك عرف الصانع القديم طريقة إنتاج سبيكة البرونز واستغل المصرى القديم ذكاءه ومقدرته الفنية العالية فى استغلال هذه السبيكة للوفاء بشتى أغراضه خلال حياته اليومية(4)
وتدل الآثار المكتشفة فى مصر على أن سكان وادى النيل كانوا يستعملون منذ أقدم العصور معادن مختلفة الأنواع توفرت خاماتها فى مصر واستخلصت بعضها والبعض الأخر قد جلب من بعض البلاد الأجنبية التى تربطها علاقة بمصر. ومن ضمن هذه المعادن النحاس والقصدير ويضاف إلى ذلك استعمال بعض السبائك المعدنية ومنها سبيكة البرونز وفى الواقع هو يتكون من النحاس والقصدير.(2)
وقصة البرونز لا تزال غامضة فى بدايتها ولكن هناك حقيقة ثابتة وهى أنه لم يكتشف فى مصر أولا وذلك لأنه فضلاً عن عدم معرفة خامات القصدير فى مصر قديماً فإنه كان مستعملا فى أسيا قبل أن يعرف فى مصر بزمن طويل فقد عرف استخدامه فى " أور" منذ 3500 ق. م. ولا بد أن يكون المصريون قد عرفوه عن طريق أسيا.(3)
- ولم يتحدد على وجه التحقيق متى بدأ استعماله فى مصر وأن كان من المرجح أن استعماله بدأ فى مصر فى عصر الدولة الوسطى وشاع فى الدولة الحديثة حتى أصبح عاماً فى صب التماثيل الصغيرة فيما بعد.(4)
- ولا يزال عصر الانتقال من استعمال النحاس إلى استعمال البرونز مجهولاً حتى الآن والواقع أن البرونز لم ينتشر استعماله فى مصر إلا منذ الأسرة الثانية عشر. عير أنه تةجد قطع يرجع تاريخها إلى عهد الدولة القديمة مصنوعة من البرونز فقد عثر على قطعة من عهد الملك " سنفرو " منذ بداية الأسرة الرابعة وكذلك عثر السير " روبرت مونر " على " موس يقال أنها من عهد الأسرة الرابعة وقد وجد أن كمية القصدير فيها نحو 8.5 % ولكن منذ عهد الدولة الوسطى وجدت قطع من البرونز ذات تاريخ ثابت ولقد أورد " لوكس " عدد من القطع البرونزية تبدأ تاريخياً من عصر الملك "سنفرو" أوائل الأسرة الرابعة أى حوالى 2723 ق.م.(5)
- وفى الحقيقة فإنه لم يعرف البرونز فى مصر بصورة مؤكدة إلا منذ الدولة الوسطى ولقد خلط كثير من الباحثين بين النحاس والبرونز عند وصف بعض الأشياء القديمة اكتفاءً بالمظهر دون التحليل الكيميائى . ومن الأمثلة القليلة لمصنوعات البرونز ترجع إلى الدولة القديمة ما يلى:-
قضيب صغير طوله أقل من 4 سم عثر عليه فى منطقة أهرامات "ميدوم" ويتركب كيميائياً من 89.8 % نحاس و 9.11 %قصدير 0.52 زرنيخ وترجع للأسرة الرابعة.
وكذلك شفرة دقيقة ترجع أيضا للأسرة الرابعة وتتركب كيميائياً من 88.5 % نحاس، و 8.5 % قصدير، 0.3 % رصاص ، 1.8 % حديد.
- ثلاث لوحات وأناء تنسب للأسرة السادسة.
- وقد نشأت صناعة مبكرة للبرونز فى غرب أسيا ربما كانت هى المصدر لتلك الأمثلة من البرونز المستورد علماً بأن الصلات التجارية مع ميناء " جبيل " شمالى بيروت قديمة جداً.(1)
وخلال الدولة الوسطى بدأ استخدام البرونز فى إنتاج بعض الأدوات الصناعية وفى تشكيل بعض التماثيل الصغيرة ولكن هذه الاستخدامات لم تصل لدرجة الشيوع لذلك فقد كان القليل من مشغولات البرونز مصرى خلال التبادل التجارى.(2)
وحينما طرق الهكسوس الوافدون من شمال " الهلال الخصيب " أبواب مصر الشرقية كانوا مزودين بعدد قتال كاملة من البرونز وكانت معهم مركبات حربية خفيفة ذات عجلتين تجرها الجياد بينما كانت القوات المصرية فى سلاح من النحاس وكانت غالبية القوات من المشاة وهكذا تغلبت تكنولوجيا ذلك العصر وغزا الهكسوس مصر بدعمها وكان على مصر خلال عصر اللامركزية الثانية التى تخللتها احتلال هكسوسى لشمال البلاد ان تلحق بركب التكنولوجيا وهذا ما حدث فعلا فى حرب التحرير التى قادها "أحمس الأول" حينما استخدم المصرين العربة الخفيفة التى تجرها الخيول. وكانت عدة الحرب المصرية من البرنز. فطرد الهكسوس وآمنت حدود مصر الشمالية والجنوبية وبدأت الدولة الحديثة بالأسرة 18.
- والدولة الحديثة كانت فيها السيادة لسبيكة البرنز على بقية الفلزات أو السبائك ولا يعنى هذا زوال النحاس وإنما يعنى وجود النحاس ووجود البرنز فى نفس الوقت ولكنه التطور التكنولوجى الذى أوجد سبيكة البرنز المتفوقة فى صفاتها، وبرى "وايزيت"أن مصر أمكنها أن تصهر خليط من فلزى النحاس والتصدير بأقدار محسوبة لانتاج البرنز فى فترة زمنية تقع ما بين عامى (1580، 1450) قبل الميلاد(1)
- ولقد ورثت الأجيال التالية بعد ذلك تقاليد هذه الصناعة القديمة وحافظت على هذا الإرث الثمين ونشأت مراكز جديدة الى جانب مراكزها القديمة وخاصة فى العصر البطلمى حيث عثر على الكثير من النماذج والأدوات البرونزية ترجع الى القرن الثالث قبل الميلاد وقد وجدت فى قليوب نماذج برونزية لأدوات الزينة التى كانت تصنع من الذهب أو الفضة وفقاً لرغبات المشترين وهى ترجع الى القرن الثانى قبل الميلاد(2)
- ولقد استمرت صناعة البرنز يتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل وتطورت هذه الصناعة طبقاً لسنة الحياة فى التطور، وحتى وصلت فى العصر الاسلامى الى درجة عليا من الدقة والجمال والاستمرارية التطور كانت متمثلة فى بادئ الأمر فى دجلة والفرات والتى تعتبر تاريخاً موطن اكتشاف البرنز وانتقلت فنون هذه الصناعة الى الأقطار الاسلامية الأخرى حتى وصلت حدا من الجمال الاتقان عاليا خلال العصر الفاطمى ثم العصر المملوكى الذى يعتبر بحق متحفاً للآثار البرونزية فقد صنعت من البرنز أدوات متعددة منها الأدوات النزلية وأدوات الزينة وانتشر بكثرة فى التكفيت بالذهب أو الفضة أو هما معاً. وكذلك صنعت الأبواب البرونزية الكفتة والخوذات وأدوات أخرى كثيرة ومتعددة(3)
- ومن المعتقدات أن يكون أول اكتشاف للبرنز قد جاء عن طريق الصدفة أو الخطأ تخلط خام النحاس Ca ، مع خام القصدير Sn ثم الوصول الى الإدراك بأن إضافة خام معين الى خام نحاس ينتج نحاساً من نوع متميز وبذلك تم إدراك ضرورة استخدام مخلوط من الخامين ،ومن المحتمل الى أن استمرت طريقة خلط الخامين بعضها ببعض لانتاج سبيكة البرنز ومن المحتمل أنه كان يجهز خام النحاس والقصدير ويخلطانه ويصحنا مرة أجرى ويوصنعان فى بوتقة ثم فى بوائق الصهر ولم تكن درجة الحرارة المطلوبة لصهر هذا الخليط بعيدة عن منال الصانع القديم حيث إنها أقل من درجة انصهار النحاس فى صناعة الأدوات النحاسية والتى عرفها منذ قديم الزمان لذلك عرف الصانع القديم طريقة إنتاج سبيكة البرونز واستغل المصرى القديم ذكاءه ومقدرته الفنية العالية فى استغلال هذه السبيكة للوفاء بشتى أغراضه خلال حياته اليومية(4)