هو عالم آثار وكاتب وصحفي وأديب..هو نموذج نادر المثال فقد استطاع أن يترك بصمة واضحة في كل مجال على حدة , ومن أشهر اكتشافاته مراكب الشمس , رغم محاولة بعض الناس من أصحاب المصالح أن يأخذ حق الأثري كمال الملاخ في اكتشاف مراكب الشمس ! انه الدكتور كمال الملاخ
ولد كمال وليم يونان الملاخ في محافظة أسيوط 25 أكتوبر 1918م , حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم عمارة عام 1943من جامعة القاهرة. ثم التحق بمعهد الدراسات العليا للآثار بكلية الآداب جامعة القاهرة، وحصل على ماجستير معهد الدراسات المصرية. ذاع صيته في25مايو 1954، عندما أكتشف أهم آثار الملك "خوفو" صاحب الهرم الأكبر وهي مراكبه والتي عرفت فيما بعد ب "مراكب الشمس".
لمحات عن الدكتور كمال الملاخ.
انتقل الدكتور كمال الملاخ مع والده إلى القاهرة ليلتحق بالمدرسة السعيدية الثانوية, وهناك ظهرت مواهبه في الفن والرسم وأقام أول معرض من لوحاته بالمدرسة وهو لا يتجاوز الثالثة عشرة, وافتتح المعرض الكاتب الكبير أحمد الصاوي ، وكان يمارس ميوله الصحفية بمجلة المدرسة فكان رسامها وسكرتير تحريرها, ثم التحق ابن أسيوط بكلية الفنون الجميلة قسم العمارة, حيث بدأ يصقل موهبته فاستمر يزاول الرسم,, واستطاع أن يشترك في معرض مع اثنين من كبار الفنانين وهما الفنان القصصي كامل التلمساني والشاعر جان موسكايتللي الذي ولد في مصر وعاش أغلب حياته بفرنسا وايطاليا وقبل افتتاح المعرض لمعت فكرة جريئة في ذهن الشاب الصغير الذي لم يتجاوز عمره السادسة عشر عاما, وهي أن يدعو الدكتور طه حسين والذي كان يقيم في الفيلا المقابلة لكلية الفنون بالزمالك , وبالفعل جاء طه حسين وطاف به الملاخ شارحا لوحاته وكانت هذه أهم لحظة في حياة الشاب الصغير, وهو يسير بجوار عملاق الأدب العربي والكل ينظر إليه, معجبين بشجاعته, ورباطة جأشه.
وفي عام1943 تخرج من كلية الفنون الجميلة وبدأت موهبة الكتابة في الظهور, حيث كتب( حكايات صيف) وكانت كتاباته عبارة عن تلغرافات سريعة ذات رنين موسيقي, ومعني جميل .
التحاقه بمجال الآثار .
يرجع الفضل في تحويل مسار حياة الملاخ إلى عميد الأدب العربي طه حسين , حيث كان الملاخ معيداً بقسم العمارة في كلية الفنون الجميلة وجاء للكلية الدكتور طه حسين الذي كان يعمل مستشارا فنيا لوزارة المعارف, وقال له طه حسين انه سمع بموهبته من توفيق الحكيم وطلب منه أن ينميها بدراسته للآثار, وهنا رد الملاخ علي طلب طه حسين فقال: وأنا مالي والآثار وقد عقدت العزم علي أن أكون مع الأيام أستاذا للعمارة والفن ولكن العميد قال: وهل الآثار إلا عمارة وفن, بل وأكثر؟.وبالفعل التحق الملاخ بالجامعة لدراسة الآثار للحصول علي دبلوم عال في الآثار المصرية مثل كل العلماء الأوائل أمثال سليم حسن وأحمد بدوي وغيرهما وبعدها التحق كمال الملاخ أيضا مهندسا ومديرا للأعمال بمناطق الآثار وهو يدرس الآثار بعد الظهر, وقد عمل في أماكن كثيرة في صعيد مصر ودلتاها, واستقر أخيرا مديرا للأعمال بمنطقة الهرم .
اكتشاف مراكب الشمس .
" طلبت من مصلحة الآثار أن أقوم بتنظيف الطريق الجنوبي للهرم الأكبر من الرمال المترامية فوقه، كنت أشهد بعيني حماسة زوار الهرم من الملوك والأمراء والأجانب لكي يمروا بهذا الطريق، وكنت أشهد بنفس العين المتاعب التي كان يلاقيها هؤلاء الأجانب بسبب هذه الرمال التي تعلو الطريق. وافقت المصلحة علي طلبي، قمت بتنظيف نصف الطريق العام الماضي، وفي هذا العام بدأت بتنظيف النصف الآخر، ثم جاءت بعد ذلك المفاجأة، كنا ننظف نهاية الطريق حين جاءني المعلم كبير العمال الذين يعملون معي، ليقول لي لقد عثرنا علي 'دبش' وسمعت كلمة 'دبش' كلمة صغيرة بسيطة، لكنها استطاعت أن تتسلل إلي إحساسي وتفكيري، فحصت 'الدبش' وقلت لكل من معي، هناك شيء وراء هذا 'الدبش'.
أكملت البحث اكتشفت سورا رديئا علي بعد حوالي 30 مترا من القاعدة الجنوبية للهرم، يبلغ طوله نحو 150 مترا، ثم عثرت علي أحجار جيرية تحت السور، بدأنا نطرق أبواب الأحجار ومعي المهندس صلاح عثمان، حفرنا 180 مترا وراء الحجر، شاهدت شيئا أسود لم أحدده، ثم انتفضت واقفا أصيح في كل من حولي مركب.. دي مركب يا جماعة.. ( دكتور كمال الملاخ / صحيفة الأخبار 1946)
ويستكمل المفكر الكبير أنيس منصور سرد لحظة الاكتشاف التاريخية – حيث كان من الأصدقاء المقربين للدكتور كمال الملاخ - لا أعرف كيف أتي الملاخ بمرآة وعكس بها أشعة الشمس ليري في الظلام مراكب الشمس. رآها ووصفها بدقة شديدة. وفي نفس الوقت الذي استقبل فيه العالم خبر الاكتشاف عوقب الملاخ من مصلحة الآثار ووزير التعليم وخصم منه عشرة أيام لأنه أعلن عن الكشف دون إذن !وقد كانت تلك البداية فقد حاول البعض أن يهمش من دوره بحجة انه لم يكن الأثري بل المهندس ,ولكن الدكتور زاهي حواس أشار إلى أن السيطرة علي المنطقة الأثرية في الفترة التي اكتشفت فيها المركب كانت للمهندس وليس للأثري : 'فالمرحوم محمد زكي نور كان مسئولا عن أثار الهرم وتم تكليف المهندس كمال الملاخ بالعمل في المنطقة، في تلك الفترة كان العمال يرفعون تقريرهم للمهندس لا الأثري '. وأضاف الدكتور عبد الحميد زايد الذي عاصر الاكتشاف " الحكاية أن العمال أثناء تنظيفهم لهذه المنطقة استعدادا لزيارة الملك فيصل اكتشفوا الأمر بالصدفة ، كان احدهم يأكل فقام (بدش) بصلة علي حجر ، رن الحجر فأدرك العمال أن هناك تجويفا ، زكي نور كان الأثري المسئول عن المنطقة وقتها لكنه لم يكن يملك تليفونا، فاتصل العمال بالملاخ الذي يملك التليفون وجاء علي الفور وأعلن الخبر في اليوم التالي . وفي صيف عام 1957 اتصل الأستاذ محمد حسنين هيكل بالملاخ وسأله لماذا لا تتفرغ للصحافة؟ وكان هذا هو الطريق للتخلص من الخصوم والأحقاد التي حدثت نتيجة لنجوميته .
المهام الفنية التي كلف بها والإسهامات العامة:
لم تكن مراكب الشمس هي السيمفونية الوحيدة التي عزف عليها الدكتور الملاخ فالرجل له إنجازات لا تقل أهمية عن مراكب الشمس وان كانت أشهرها ، حيث عمل الملاخ على ترميم آثار جزيرة فيله بأسوان وكشف عن حمام سباحة يوناني قديم في الاشمونين ورمم هيكله. وقام بترميم قلعة برج العرب , وفي سنة 1949 قام بترميم أهرام الجيزة من الداخل والخارج, كما كتب المادة العلمية لـ 18 فيلما ثقافياً قصيراً عن حضارة الماضي.وبعيدا عن مجال الآثار كان الملاخ أول من فكر في إقامة مهرجانات سينمائية دولية بالقاهرة والإسكندرية وأول رئيس لهذه المهرجانات.
الجوائز:
حصد الملاخ العديد من الجوائز نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر
- جائزة الدولة التشجيعية وحامل وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
- حصل على جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1983.
- حامل لوسام الأرز اللبناني من درجة كوماندور.
- حامل وسام الاستحقاق الفرنسي.
أهم ما قيل عنه .
- كان كمال الملاخ شعلة من النشاط, فعندما يمشي في شوارع القاهرة فهو كأنما فرعون خرج من مقبرته, يسير بعزة وقوة وشموخ, وكان صديقا لكل نجوم المجتمع, فهو الذي وهب حياته للفن والآثار والصحافة, وكان مبدعا خلاقا .( دكتور زاهي حواس )
- يبدو طويلا عملاقا وهو قصير ويبدو ذا شعر طويل وهو قصير, وكان يعني بذلك أنه معتد بنفسه فهو عملاق بشخصيته, وكان شعره يعطيه شكلا فريدا, حتى إن أحمد رجب كان يطلق عليه اسم الإله . ( كامل الشناوي)
- رحم الله الكاتب الكبير وعالم الآثار كمال الملاخ الذي رفع يوما شعار أعيدوا اكتشاف آثارنا.. فالغرب كتب عن الملاخ وعن اكتشافه مراكب الشمس عشرات الأبحاث والكتب ونحن نسيناه..! (الكاتب نادر ناشد _ صحيفة الوفد )
- قضيت ساعات ضاحكة مع أنيس منصور في كتابه الجديد 'والكبار أيضا يضحكون' دار الشروق حكايات وحكايات عدت معها إلي زمن الضحكات الصافية مع ليالي كامل الشناوي ولسان جليل البنداري الشهير بجليل الأدب ونوادر الإله رع الشهير بكمال الملاخ وحرب المقالب بينه وبين صديقه اللدود أنيس منصور الشهير بخبيث منصور. ( الكاتب الساخر أحمد رجب – نص كلمة)
- وقال عنه الأستاذ الصحفي والكاتب أنيس منصور في عموده اليومى بجريدة الأهرام بتاريخ 25 /11/2006م السنة 131 العدد 43818 : " أنني أعرف عددا كثيرا من علماء المصريات, وكان أعز أصدقائي العالم الأثري كمال الملاخ, وكانت له شعبية جارفة أيضا. بشكله الفرعوني وحديثه السهل وصوته الجميل. ولا أنسي يوم اكتشف الملاخ مراكب الشمس وجاءت إليه من السويد فتاة جميلة تقول له: إنني أري الأبدية في عينيك!
وفاة كمال الملاخ .
رحل كمال الملاخ عن عالمنا حزيناً بعد أن خدم مصر بكل إمكانياته بعد أن سحبت هيئة الآثار حقه في اكتشاف مراكب الشمس. توفى فى24 أكتوبر 1998 م وكما وصفه أنيس منصور ناعياً رفيق رحلته " لقد عاش الملاخ فرعونا ومات ككل الذين دسوا رؤوسهم في المقابر الفرعونية. لأول مرة من ألوف السنين مات مثل مكتشفي مقبرة توت عنخ آمون: هوارد كارتر ولورد كارنرفون: حمي ورعشة وعرق وطفح جلدي يكوي كالنار ووحده ـ وفجأة ــ يرحمه الله فقد كان كمال الملاخ صديقا ودودا بارا بأهله, فريدا بين الصحفيين والأثريين!
ولد كمال وليم يونان الملاخ في محافظة أسيوط 25 أكتوبر 1918م , حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم عمارة عام 1943من جامعة القاهرة. ثم التحق بمعهد الدراسات العليا للآثار بكلية الآداب جامعة القاهرة، وحصل على ماجستير معهد الدراسات المصرية. ذاع صيته في25مايو 1954، عندما أكتشف أهم آثار الملك "خوفو" صاحب الهرم الأكبر وهي مراكبه والتي عرفت فيما بعد ب "مراكب الشمس".
لمحات عن الدكتور كمال الملاخ.
انتقل الدكتور كمال الملاخ مع والده إلى القاهرة ليلتحق بالمدرسة السعيدية الثانوية, وهناك ظهرت مواهبه في الفن والرسم وأقام أول معرض من لوحاته بالمدرسة وهو لا يتجاوز الثالثة عشرة, وافتتح المعرض الكاتب الكبير أحمد الصاوي ، وكان يمارس ميوله الصحفية بمجلة المدرسة فكان رسامها وسكرتير تحريرها, ثم التحق ابن أسيوط بكلية الفنون الجميلة قسم العمارة, حيث بدأ يصقل موهبته فاستمر يزاول الرسم,, واستطاع أن يشترك في معرض مع اثنين من كبار الفنانين وهما الفنان القصصي كامل التلمساني والشاعر جان موسكايتللي الذي ولد في مصر وعاش أغلب حياته بفرنسا وايطاليا وقبل افتتاح المعرض لمعت فكرة جريئة في ذهن الشاب الصغير الذي لم يتجاوز عمره السادسة عشر عاما, وهي أن يدعو الدكتور طه حسين والذي كان يقيم في الفيلا المقابلة لكلية الفنون بالزمالك , وبالفعل جاء طه حسين وطاف به الملاخ شارحا لوحاته وكانت هذه أهم لحظة في حياة الشاب الصغير, وهو يسير بجوار عملاق الأدب العربي والكل ينظر إليه, معجبين بشجاعته, ورباطة جأشه.
وفي عام1943 تخرج من كلية الفنون الجميلة وبدأت موهبة الكتابة في الظهور, حيث كتب( حكايات صيف) وكانت كتاباته عبارة عن تلغرافات سريعة ذات رنين موسيقي, ومعني جميل .
التحاقه بمجال الآثار .
يرجع الفضل في تحويل مسار حياة الملاخ إلى عميد الأدب العربي طه حسين , حيث كان الملاخ معيداً بقسم العمارة في كلية الفنون الجميلة وجاء للكلية الدكتور طه حسين الذي كان يعمل مستشارا فنيا لوزارة المعارف, وقال له طه حسين انه سمع بموهبته من توفيق الحكيم وطلب منه أن ينميها بدراسته للآثار, وهنا رد الملاخ علي طلب طه حسين فقال: وأنا مالي والآثار وقد عقدت العزم علي أن أكون مع الأيام أستاذا للعمارة والفن ولكن العميد قال: وهل الآثار إلا عمارة وفن, بل وأكثر؟.وبالفعل التحق الملاخ بالجامعة لدراسة الآثار للحصول علي دبلوم عال في الآثار المصرية مثل كل العلماء الأوائل أمثال سليم حسن وأحمد بدوي وغيرهما وبعدها التحق كمال الملاخ أيضا مهندسا ومديرا للأعمال بمناطق الآثار وهو يدرس الآثار بعد الظهر, وقد عمل في أماكن كثيرة في صعيد مصر ودلتاها, واستقر أخيرا مديرا للأعمال بمنطقة الهرم .
اكتشاف مراكب الشمس .
" طلبت من مصلحة الآثار أن أقوم بتنظيف الطريق الجنوبي للهرم الأكبر من الرمال المترامية فوقه، كنت أشهد بعيني حماسة زوار الهرم من الملوك والأمراء والأجانب لكي يمروا بهذا الطريق، وكنت أشهد بنفس العين المتاعب التي كان يلاقيها هؤلاء الأجانب بسبب هذه الرمال التي تعلو الطريق. وافقت المصلحة علي طلبي، قمت بتنظيف نصف الطريق العام الماضي، وفي هذا العام بدأت بتنظيف النصف الآخر، ثم جاءت بعد ذلك المفاجأة، كنا ننظف نهاية الطريق حين جاءني المعلم كبير العمال الذين يعملون معي، ليقول لي لقد عثرنا علي 'دبش' وسمعت كلمة 'دبش' كلمة صغيرة بسيطة، لكنها استطاعت أن تتسلل إلي إحساسي وتفكيري، فحصت 'الدبش' وقلت لكل من معي، هناك شيء وراء هذا 'الدبش'.
أكملت البحث اكتشفت سورا رديئا علي بعد حوالي 30 مترا من القاعدة الجنوبية للهرم، يبلغ طوله نحو 150 مترا، ثم عثرت علي أحجار جيرية تحت السور، بدأنا نطرق أبواب الأحجار ومعي المهندس صلاح عثمان، حفرنا 180 مترا وراء الحجر، شاهدت شيئا أسود لم أحدده، ثم انتفضت واقفا أصيح في كل من حولي مركب.. دي مركب يا جماعة.. ( دكتور كمال الملاخ / صحيفة الأخبار 1946)
ويستكمل المفكر الكبير أنيس منصور سرد لحظة الاكتشاف التاريخية – حيث كان من الأصدقاء المقربين للدكتور كمال الملاخ - لا أعرف كيف أتي الملاخ بمرآة وعكس بها أشعة الشمس ليري في الظلام مراكب الشمس. رآها ووصفها بدقة شديدة. وفي نفس الوقت الذي استقبل فيه العالم خبر الاكتشاف عوقب الملاخ من مصلحة الآثار ووزير التعليم وخصم منه عشرة أيام لأنه أعلن عن الكشف دون إذن !وقد كانت تلك البداية فقد حاول البعض أن يهمش من دوره بحجة انه لم يكن الأثري بل المهندس ,ولكن الدكتور زاهي حواس أشار إلى أن السيطرة علي المنطقة الأثرية في الفترة التي اكتشفت فيها المركب كانت للمهندس وليس للأثري : 'فالمرحوم محمد زكي نور كان مسئولا عن أثار الهرم وتم تكليف المهندس كمال الملاخ بالعمل في المنطقة، في تلك الفترة كان العمال يرفعون تقريرهم للمهندس لا الأثري '. وأضاف الدكتور عبد الحميد زايد الذي عاصر الاكتشاف " الحكاية أن العمال أثناء تنظيفهم لهذه المنطقة استعدادا لزيارة الملك فيصل اكتشفوا الأمر بالصدفة ، كان احدهم يأكل فقام (بدش) بصلة علي حجر ، رن الحجر فأدرك العمال أن هناك تجويفا ، زكي نور كان الأثري المسئول عن المنطقة وقتها لكنه لم يكن يملك تليفونا، فاتصل العمال بالملاخ الذي يملك التليفون وجاء علي الفور وأعلن الخبر في اليوم التالي . وفي صيف عام 1957 اتصل الأستاذ محمد حسنين هيكل بالملاخ وسأله لماذا لا تتفرغ للصحافة؟ وكان هذا هو الطريق للتخلص من الخصوم والأحقاد التي حدثت نتيجة لنجوميته .
المهام الفنية التي كلف بها والإسهامات العامة:
لم تكن مراكب الشمس هي السيمفونية الوحيدة التي عزف عليها الدكتور الملاخ فالرجل له إنجازات لا تقل أهمية عن مراكب الشمس وان كانت أشهرها ، حيث عمل الملاخ على ترميم آثار جزيرة فيله بأسوان وكشف عن حمام سباحة يوناني قديم في الاشمونين ورمم هيكله. وقام بترميم قلعة برج العرب , وفي سنة 1949 قام بترميم أهرام الجيزة من الداخل والخارج, كما كتب المادة العلمية لـ 18 فيلما ثقافياً قصيراً عن حضارة الماضي.وبعيدا عن مجال الآثار كان الملاخ أول من فكر في إقامة مهرجانات سينمائية دولية بالقاهرة والإسكندرية وأول رئيس لهذه المهرجانات.
الجوائز:
حصد الملاخ العديد من الجوائز نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر
- جائزة الدولة التشجيعية وحامل وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
- حصل على جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1983.
- حامل لوسام الأرز اللبناني من درجة كوماندور.
- حامل وسام الاستحقاق الفرنسي.
أهم ما قيل عنه .
- كان كمال الملاخ شعلة من النشاط, فعندما يمشي في شوارع القاهرة فهو كأنما فرعون خرج من مقبرته, يسير بعزة وقوة وشموخ, وكان صديقا لكل نجوم المجتمع, فهو الذي وهب حياته للفن والآثار والصحافة, وكان مبدعا خلاقا .( دكتور زاهي حواس )
- يبدو طويلا عملاقا وهو قصير ويبدو ذا شعر طويل وهو قصير, وكان يعني بذلك أنه معتد بنفسه فهو عملاق بشخصيته, وكان شعره يعطيه شكلا فريدا, حتى إن أحمد رجب كان يطلق عليه اسم الإله . ( كامل الشناوي)
- رحم الله الكاتب الكبير وعالم الآثار كمال الملاخ الذي رفع يوما شعار أعيدوا اكتشاف آثارنا.. فالغرب كتب عن الملاخ وعن اكتشافه مراكب الشمس عشرات الأبحاث والكتب ونحن نسيناه..! (الكاتب نادر ناشد _ صحيفة الوفد )
- قضيت ساعات ضاحكة مع أنيس منصور في كتابه الجديد 'والكبار أيضا يضحكون' دار الشروق حكايات وحكايات عدت معها إلي زمن الضحكات الصافية مع ليالي كامل الشناوي ولسان جليل البنداري الشهير بجليل الأدب ونوادر الإله رع الشهير بكمال الملاخ وحرب المقالب بينه وبين صديقه اللدود أنيس منصور الشهير بخبيث منصور. ( الكاتب الساخر أحمد رجب – نص كلمة)
- وقال عنه الأستاذ الصحفي والكاتب أنيس منصور في عموده اليومى بجريدة الأهرام بتاريخ 25 /11/2006م السنة 131 العدد 43818 : " أنني أعرف عددا كثيرا من علماء المصريات, وكان أعز أصدقائي العالم الأثري كمال الملاخ, وكانت له شعبية جارفة أيضا. بشكله الفرعوني وحديثه السهل وصوته الجميل. ولا أنسي يوم اكتشف الملاخ مراكب الشمس وجاءت إليه من السويد فتاة جميلة تقول له: إنني أري الأبدية في عينيك!
وفاة كمال الملاخ .
رحل كمال الملاخ عن عالمنا حزيناً بعد أن خدم مصر بكل إمكانياته بعد أن سحبت هيئة الآثار حقه في اكتشاف مراكب الشمس. توفى فى24 أكتوبر 1998 م وكما وصفه أنيس منصور ناعياً رفيق رحلته " لقد عاش الملاخ فرعونا ومات ككل الذين دسوا رؤوسهم في المقابر الفرعونية. لأول مرة من ألوف السنين مات مثل مكتشفي مقبرة توت عنخ آمون: هوارد كارتر ولورد كارنرفون: حمي ورعشة وعرق وطفح جلدي يكوي كالنار ووحده ـ وفجأة ــ يرحمه الله فقد كان كمال الملاخ صديقا ودودا بارا بأهله, فريدا بين الصحفيين والأثريين!
اعداد وتحرير : معتمد
